الجامعة تحت الخطر :- الجامعة كحاضنة للتطرف

عندما عقدت جامعة مؤتة قبل حوالي أكثر من خمسة سنـــوات مؤتمراً علمياً عن العنف في الجامعات، انهالت عليّ الانتقادات كرئيس للمؤتمر، بان موضع العنـــف فيه اساءة لسمعة التعليم العالي وسمعة الجامعات الاردنية، وان جامعاتنا خالية من العنف، وانــــنا نــتبالغ في حجم هذه المشكلة. وفي مجلس التعليم العالي حيث كلفني رئيس الجامعة بتقديم توصيات المؤتمر، حيث لم تقر تلك التوصيات بسهوله، علماً انها لم تنفذ لاحقاً. وبعدها بدأت وتيرة العنف في الــجامعات تزداد، وتاخذ أشكلاً غير مألوفة وغريبة عن توقعات المجتــــمع الأردني، ولا تتــــوافق مع الـــــصور المجتــــــمعية والنمطية عن صورة الطالب الجامعي.  وعندما درسنا العنف الأسري في الأردن قيل الكثير من الانتقادات حول دراسة تلك المشكلة، حتى جاءات ادارة حماية الأسرة وساهمت كثيرا في رفـــع الوعي المجتمعي بتلك المشكلة، والواقع ان مشكلة العنف الجامعي قد تجــــاوزت أسوار الجامعة مــــن جامعة الحسين بن طلال جنوباً إلى جامعة اليرموك شمالاً مرورا بالجامعة الاردنية التي كان الاعتقاد أنها بمأمن من العنف الطلابي، والمحزن ان ما فشلت الجامعة في تحقيقه في تعزيز سلوك الحوار وحل المشكلات، قد نجحت دواوين العشائر في حله. فهل نتوقع حقبه قائمة على ضبط الدرك وحلول الدواوين


وهل فشلت جامعاتنا بان تقود التغير في المجتمع؟واصبحت مستجيبة للحدث وليست فاعله له. لم ارغب ان اكتب هذه المقدمة عن العنف الجامعي، ولكن ما وددت التنبيه له، ما قد يكون أخطر من العنف الجامعي، ولو أن العنف الجامعي قد يكون أحد مظاهره وهو التطرف. كنت قد درست مستويات التطرف لدى طلبة الجامعة كجزء من مشــــروع بحـــثي قدمته قبل شهر في ورشة بحث مع الشرطة التركية وبرنامج الناتو في مكافحة الارهاب والتطرف، والنتيــجة ااتي شكلت مفاجئة، وانذاراً اجتماعياً هي ارتفاع مستوى التطرف لدى طلبة الجامعة (أكثر من 60%)، وحيث ان المتــــــطرف لا يؤمن بالحوار، ولا بحقوق الآخرين في الرأي ، ويؤمن بالتغيير العنيف للمجتمع....الخ، فان هذه النتيجة في ضوء هذا الفهم بحاجة الى توقف تام، واعادة النظر في كثير من السياسات التعليمية والادارية في الجامعات.  فاكثر من 90% من العينة يرون ان الوحدة لا تتحقق الا بالقوة، وان الجهاد وحده يعيد للـــــشريعة مكانتها، ويرى حوالي 80% ان الجهاد أفضل عمل تطوعي، كما يرى حوالي85% ان الغرب يكــــره الــــعرب، في حيـــــن رأى حوالي31% ان العالم اصبح أكثر أمناً بعد أحداث11-9 الارهابية، ورأى 60% انها هذه الاحــــداث الارهابية كانت مبررة. والمضامين الهامه لمثل هذه النتيجة انها تشكل انذار اجتماعي مبكر لظاهرة خطيرة قادمة للجامعات وللمجتمع، وعندما نقول الجامعات فنحن نتحدث عن الشباب، والتعليم والمستقبل، ونحن نتحدث عن أكبر شريحة عمرية مستهدفه من الارهاب في موضوع تجنييد الارهابيين

Image description

الاستاذ الدكتور ذياب البداينة

عدد المشاهدات لهذه المقالة 

Bookmark and Share